سورة يس - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يس)


        


قوله عز وجل: {ونفخ في الصور} وهذه هي النفخة الثانية للنشأة وقيل إن بينهما أربعين سنة. روى المبارك بن فضالة عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «بين النفختين أربعون: الأولى يميت الله سبحانه بها كل حي، والآخرة يحيي الله بها كل ميت»
والنفخة الثانية من الآخرة. وفي الأولى قولان: أحدهما: أنها من الدنيا، قاله عكرمة.
الثاني: أنها من الآخرة، قاله الحسن.
{فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون} والأجداث القبور، وأحدها جدث. وفي قوله تعالى {ينسلون} ثلاثة تأويلات:
أحدها: يخرجون، قاله ابن عباس وقتادة، قال الشاعر:
.................... *** فسلي ثيابي من ثيابك تنسلي
الثاني: يسرعون، كقول الشاعر:
عسلان الذئب أمسى قاربا *** بَرَدَ الليلُ عليه فنسل
الثالث: يتخلصون من السلو، قاله ابن بحر.
قوله عز وجل: {قالوا يا ويلنا من بعثنا مِن مَرقدنا} قال قتادة: هي النومة بين النفختين لا يفتر عنهم عذاب القبر إلا فيها. وفي تأويل هذا القول قولان:
أحدهما: أنه قول المؤمنين ثم يجيبون أنفسهم فيقولون: {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون} حكاه ابن عيسى.
الثاني: أنه قول الكفار لإنكارهم البعث فيقال لهم: {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون}.
وفي قائل ذلك لهم قولان:
أحدهما: أنه قول المؤمنين لهم عند قيامهم من الأجداث معهم، قاله قتادة.
الثاني: أنه قول الملائكة لهم، قاله الحسن.

وفي {هذا} وجهان:
أحدهما: أنه إشارة إلى المرقد تماماً لقوله تعالى {من بعثنا من مرقدنا هذا} وعليه يجب أن يكون الوقف.
الثاني: أنه ابتداء {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون} فيكون إشارة إلى الوعد ويكون الوقف قبله والابتداء منه.


قوله عز وجل: {إن أصحاب الجنة اليوم في شُغُل فاكهون} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: في افتضاض الأبكار، قاله الحسن وسعيد بن جبير وابن مسعود وقتادة.
الثاني: في ضرب الأوتار، قاله ابن عباس ومسافع بن أبي شريح.
الثالث: في نعمة، قاله مجاهد.
الرابع: في شغل مما يَلقى أهل النار، قاله إسماعيل بن أبي خالد وأبان بن تغلب. وروي بضم الغين وقرئ بتسكينها وفيها وجهان:
أحدهما: أن الشغل بالضم المحبوب.
الثاني: الشغل بالإسكان يعني المروة، فعلى هذا لا يجوز أن يقرأ بالإسكان في أهل الجنة ولا يقرأ بالضم في أهل النار.
{فاكهون} ويقرأ: فكهون، بغير ألف. وفي اختلاف القراءتين وجهان:
أحدهما: أنها سواء ومعناهما واحد يقال فاكه وفكه كا يقال حاذر وحذر قاله الفراء.
الثاني: أن معناهما في اللغة مختلف فالفكه الذي يتفكه بأعراض الناس. والفاكه ذو الفاكهة، قاله أبو عبيد وأنشد:
فكه إلى جنب الخوان إذا عدت *** نكْباء تقلع ثابت الأطنابِ
وفيه ها هنا أربعة تأويلات:
أحدها: فرحون، قاله ابن عباس.
الثاني: ناعمون، قاله قتادة.
الثالث: معجبون، قاله مجاهد.
الرابع: ذو فاكهة كما يقال شاحم لاحم أي ذو شحم ولحم، وكما قال الشاعر:
وغررتني وزعمت أنَّك لابنٌ بالصيف تامر *** أي ذو لبن وتمر.
قوله عز وجل: {هم وأزواجُهم في ظلال} فيه وجهان:
أحدهما: وأزواجهم في الدنيا من وافقهم على إيمانهم.
الثاني: أزواجهم اللاتي زوّجهم الله تعالى بهن في الجنة من الحور العين.
{في ظِلال} يحتمل وجهين:
أحدهما: في ظلال النعيم.
الثاني: في ظلال تسترهم من نظر العيون إليهم.
قوله عز وجل: {لهم فيها فاكهةٌ ولهُم ما يَدَّعون} فيه أربعة تأويلات:
أحدها: ما يشتهون، قاله يحيى بن سلام.
الثاني: ما يسألون، قاله ابن زياد. الثالث: ما يتمنون، قاله أبو عبيدة.
الرابع: ما يدعونه فيأتيهم، قاله الكلبي قال الزجاج: وهو مأخوذ من الدعاء.
ويحتمل خامساً: ما يدّعون أنه لهم فهو لهم لا يدفعون عنه، وهم مصروفون عن دعوى ما لا يستحقون.
قوله عز وجل: {سلامٌ قولاً مِن رَبِّ رحيم} فيه وجهان:
أحدهما: أنه سلام الله تعالى عليهم إكراماً لهم، قاله محمد بن كعب.
الثاني: أنه تبشير الله تعالى لهم بسلامتهم.


قوله عز وجل: {وامتازوا اليوم أيُّها المجرمون} فيه وجهان:
أحدهما: قاله الكلبي، لأن المؤمنين والكفار يحشرون مع رسلهم فلذلك يؤمرون بالامتياز.
الثاني: يمتاز المجرمون بعضهم من بعض، فيمتاز اليهود فرقة، والنصارى فرقة، والمجوس فرقة، والصابئون فرقة، وعبدة الأوثان فرقة، قاله الضحاك.
فيحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون الامتياز عند الوقوف.
الثاني: عند الانكفاء إلى النار.
قال دواد بن الجراح: فيمتاز المسلمون من المجرمين إلا صاحب الهوى فيكون مع المجرمين.
قوله عز وجل: {ولقد أَضَلَّ منكم جبلاً كثيراً} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: جموعاً كثيرة، قاله قتادة.
الثاني: أمماً كثيرة، قاله الكلبي.
الثالث: خلقاً كثيراً، قاله مجاهد ومطرف. وحكى الضحاك أن الجِبِلّ الواحد عشرة آلاف، والكثير ما لا يحصيه إلاّ الله تعالى.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7